languageFrançais

عميد البياطرة: 60% من أمراض الإنسان مصدرها الحيوان

أكد عميد الاطباء البياطرة في تونس احمد رجب في تصريح لموزاييك ان اكثر من 60% من الامراض الفيروسية والجرثومية والطفيلية المنقولة الى الانسان والمقدر عددها الاجمالي بما يقارب 1450 مرضا، متأتية من مصدر حيواني، معتبرا ان داء الكلب من اكثر الامراض المقلقة اليوم في تونس خصوصا بعد تسجيل وفاة 9 اشخاص بهذا الداء منذ بداية العام الجاري.

وقال رجب إن ما لا يقل عن 304 إصابة في القطيع الحيواني تسبب في نفوق الحيوان بسبب الاصابة بداء الكلب منذ بداية العام الجاري، مشيرا الى ان هذا العدد من الحيوانات النافقة تم تشخيص اصابتها بالعدوى لدى المخابر المعنية وهو ما يعني ان نسبة اخرى من الحيوانات تنفق بهذا الداء ولا يتم الاعلام بشأنها.

وبين رجب ان الحيوانات النافقة بداء الكلب تشمل بالخصوص الكلاب في المرتبة الاولى تليها الابقار بـ32 اصابة ثم الخيول والاغنام والقطط، وبعض الحيوات البرية على غرار الذئاب التي تم تشحيص ثلاث اصابات بداء الكلب لديها.

واعتبر رجب ان وضعية انتشار داء الكلب في القطيع الحيواني تعد مقلقة، داعيا الى استثمارها وتحويلها من نقطة ضعف الى نقطة قوة عن طريق تطبيق مبدأ "صحة واحدة" الذي يتمثل في العمل التشاركي بين جميع المتداخلين من اجل حماية صحة الانسان والحيوان والبيئة، على ان يتم ايلاء الاولية لحماية الصحة الحيوانية بدرجة اولى باعتبار ان صحة الحيوان وسلامة المنتجات المتأتية منه مرتبطة بسلامة البشر.

وقال عميد الاطباء البياطرة  في تونس احمد رجب ان عمل الاطباء البياطرة العموميين لا يمكنه تحقيق الاهداف المنشودة باعتبار قلة عددهم بكل ولاية، مشيرا الى اهمية الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص من خلال التوكيل الصحي في تلقيح القطيع الحيواني ونجاحها عند انخراط تونس سنة 2005 لدى اقرار المنظمة العالمية للصحة مبدأ "صحة واحدة"، وهو ما مكن تونس سنة 2009 من تسجيل صفر اصابة بداء الكلب لدى الانسان.

وبين ان الاشكاليات التي حصلت في السنوات الاخيرة مع وزارة الفلاحة بخصوص التوكيل الصحي واخرها السنة المنقضية كانت وراء تسجيل 9 اشخاص بداء الكلب منذ بداية العام الجاري والى حد الان، فضلا عن نفوق اكثر من 300 حيوان بهذا الداء.

وحذر رجب من وجود امراض اخرى في القطيع الحيواني منقولة الى البشر على غرار السل والحمى المالطية، مشيرا الى ان وزارة الصحة تسجل سنويا ما لا يقل عن  الف حالة اصابة بالسل خارج الرئة لدى البشر، 80% منها متأتية من الحيوان، مؤكدا ان نسبة الاصابة بمرض السل لدى الابقار تعد عالية وتصل وفق اغلب الدراسات الى 30%.

واعتبر رجب ان الاصابة بجرثومة السل في القطيع الحيواني اخطر من الاصابة بالمرض في حد ذاته باعتبار ان الحيوان الحامل للفيروس لا تظهر عليه علامات الاصابة ويواصل الانتاج، موضحا ان 4% من الابقار الحاملة للاصابة يمكنها طرح جرثومة السل في الحليب وهو امر خطير، داعيا الى اجراء عمليات تقصي لداء السل لدى الابقار من اجل مقاومة انتشاره.

 

*الحبيب وذان